البرازيل تتوج وسيطرة فونتين وبيلي المبكرة- مونديال السويد 1958

المنتخب المتوج: البرازيل
المركز الثاني: السويد
المركز الثالث: فرنسا
المركز الرابع: ألمانيا
هداف البطولة: الفرنسي جوست فونتين (13 هدفاً)
شهدت بطولة كأس العالم 1958 بالسّويد حدثاً تاريخياً، إذ كانت آخر مرّة تستضيف فيها قارّة أوروبّا البطولة مرّتين متتاليتين، بعد سويسرا في عام 1954. ومن ثمّ، اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" مبدأ المداورة بين القارات، والذي اقتصر على أوروبا وأمريكا الجنوبية حتّى عام 2002.
تتميّز هذه النّسخة من البطولة بأنّها كانت الوحيدة تاريخياً الّتي لم تشهد مرشحاً أوحد للفوز بالكأس. استقبلت السويد المونديال في 12 مدينة مختلفة، وهو رقم قياسي استمرّ حتّى نسخة عام 1982.
شهدت البطولة غياب منتخب إيطاليا، بطل العالم في عامي 1934 و1938، للمرّة الثّانية في تاريخه بعد مونديال 1930، وذلك بعد خسارته في التّصفيات أمام إيرلندا الشّمالية، بالرّغم من تجنيسها للاعبي الأوروغواي. اللافت أنّ الأوروغواي ذاتها، بطلة العالم في عامي 1930 و1950، غابت أيضاً عن هذه النّسخة!!
في المقابل، عادت الأرجنتين للمشاركة بعد غياب دام 24 عاماً، منذ عام 1934. كما شهدت البطولة المشاركة الأولى للاتحاد السّوفيتي، بطل الأولمبياد في عام 1956. وكانت ألمانيا الغّربية هي بطلة العالم الوحيدة الّتي شاركت في النّسخة من بين أبطال العالم السّابقين!
تُعتبر هذه البطولة آخر مرّة شاركت فيها جميع منتخبات بريطانيا الأربعة، وكان أفضل إنجاز لها هو الوصول إلى الدّور ربع النّهائي. قاطعت جميع الدّول العربيّة والأفريقيّة البطولة بسبب مشاركة إسرائيل، وامتنعت منتخبات تركيا وإندونيسيا والسّودان عن مواجهتها!
تميّز هداف البطولة، الفرنسي جوست فونتين، بمشاركته كمهاجم احتياطي. بدأ فونتين مشواره بتسجيل ثلاثية "هاتريك" في مرمى الباراغواي، ثمّ أحرز هدفين في شباك تشيكوسلوفاكيا، وهدفاً وحيداً في مرمى أسكوتلندا في دور المجموعات، ليخرج بحصيلة 6 أهداف!
في يوم الأربعاء الموافق 11 يونيو 1958، سجّل تاريخ المونديال أول مباراة تنتهي بالتعادل السلبي دون أهداف، وذلك منذ عام 1930 (أي بعد 28 عاماً). جمعت هذه المباراة منتخبي إنجلترا والبرازيل. كما كانت هذه المباراة هي الأولى الّتي لا يسجّل فيها منتخب البرازيل أي هدف منذ عام 1930!
شهدت البطولة الظهور الأول للأسطورة البرازيليّة بيليه، الّذي شارك في مباراة منتخب بلاده ضد الاتحاد السّوفيتي وهو في عمر الـ 17 عاماً و 235 يوماً، ليصبح أصغر لاعب يشارك في النّسخة وأصغر لاعب عموماً حتّى عام 1982. كما سجّل بيليه هدفاً في مرمى ويلز، ليصبح أصغر لاعب يسجّل هدفاً في النّهائيات بعمر الـ 17 عاماً و 239 يوماً، وذلك بتاريخ الخميس الموافق 19 يونيو 1958.
مواجهة بيليه وفونتين:
شهد الدّور نصف النّهائي مواجهة نارية بين البرازيل وفرنسا، ومواجهة منتظرة بين النّجمين بيليه وفونتين، أبرز لاعبي البطولة. فاز المنتخب البرازيلي في المباراة، وتألّق بيليه بتسجيله ثلاثة أهداف "هاتريك" في مرمى فرنسا، وهو آخر "هاتريك" للاعب برازيلي في البطولة حتّى الآن. في المقابل، سجّل فونتين هدفاً وحيداً، لكنّه كان ثميناً؛ كونه الهدف الأول الّذي يهز شباك البرازيل والحارس جيلمار في البطولة. انتهت المباراة بفوز البرازيل بنتيجة 5-2، وافتتح أهداف البرازيل كل من فافا وديدي.
مباراة الأرقام القياسية:
في مباراة تحديد المركزين الثّالث والرّابع بين فرنسا وألمانيا، فازت فرنسا بنتيجة 6-3. وتميّز جوست فونتين بتسجيله أربعة أهداف "سوبر هاتريك"، ليصبح أول وآخر لاعب فرنسي يسجّل هذا الرّقم في النّهائيات. كما أصبح فونتين أول لاعب والوحيد الّذي يسجّل 13 هدفاً في نسخة واحدة من بطولات كأس العالم، وأول لاعب تاريخياً يسجّل في 6 مباريات متتالية في بطولة واحدة.
البرازيل تدخل التّاريخ أخيراً:
كان المنتخب السويدي، البلد المضيف، يطمح إلى أن يحذو حذو الأوروغواي في عام 1930 وإيطاليا في عام 1934، ولكنّ ذلك لم يتحقّق!
بالرّغم من تقدّم السّويد بهدف في الدّقائق الأولى، إلّا أنّ الشّوط الأول انتهى بتقدّم برازيلي بنتيجة 2-1. لاحقاً، عجز المنتخب السويدي عن مجاراة البرازيل وانهار ليخسر بنتيجة 5-2، لتسجّل هذه النّتيجة كأكبر نتيجة في المباريات النّهائية حتّى الآن، وأول نهائي "تقليدي" يخسره البلد المضيف. وبذلك، أصبحت البرازيل أول دولة تفوز بالكأس خارج قارّتها.
كما سجّل الملك بيليه اسمه كأصغر لاعب يشارك في نهائي كأس العالم بعمر الـ 17 عاماً و 249 يوماً، وكذلك أصغر لاعب يسجّل هدفاً في مباراة نهائية بكأس العالم حتّى الآن. وحلّ بيليه ثانياً في ترتيب الهدافين برصيد 6 أهداف، متعادلاً مع الألماني هيلموت ران.
* مؤرخ رياضي